کد مطلب:306604 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:146

هذا ما کان بالامس من الاجداد و ما نراه الیوم من الابناء فی أواخر عام 2001 م


و ما یقوم به الانسان الاوروبی المتحضر (هذه الایام) من حرق للمساجد و المراكز الثقافیة و الاعتداءات المستمرة علی المسلمین والعرب و كل من یحمل البشرة السمراء فحدث و لا حرج.

لقد احصی المراكز الاسلامی فی الغرب التجاوزات التی انصبت علی رؤوس المسلمین بالمئات بل عشرات المئات، من القتل أو الضرب بالقنانی الفارغة والسكاكین، و غیر ذلك من الاهانات فی الادارات والشوارع العامة.

ناهیك عن مسائل السطو والسرقة علی البیوت فی وضح النهار، و تحت نظر القانون الدولی. الذی كان هو الید الیمنی فی خلق كل هذه الاحداث.

.. فقد نشرت الصحف فی اواخر سنة 2001 م ان فی ولایة كالیفورنیا وحدها التی یعیش فیها حوالی 500 الف مسلم سجل حصول 274 اعتداءةً علی الاقل ضد العرب والمسلمین خلال ثلاثة اشهر فقط. و قُتلّ تاجر من السیخ بوحشیة بعد ما أُعتقد مهاجموه انه عربی. [1] .

.. و قد تكرر الخبر المذاع من بعض الاذاعات العالمیة، كصوت امریكا و غیره.. مفاده: ان أُسر الجالیات العربیة والاسلامیة التی تقیم فی اوروبا و امریكا، یتعرضون دائماً الی التهدید و هم «فی بیوتهم»- باننا سنغتال احد أفراد هذه الاسرة.

بحجة ان هذا الاسر من الارهابین


.. إنها صورة بشعة لحضارة الإنسان الغربی الذی كثیراً ما یتحدث عن حقوق الإنسان. [2] .


.. اجل اخی القارئ هذا الذی ذكرناه من مؤامرات الغرب ضد الامة الاسلامیة ما هو إلّا غیض من فیض الحملات التی تشنها القوی الاستعماریة الحاقدة و الناكرة للاحسان والجمیل الذی افاضته علهیا الحضارة الاسلامیة، حینما كانت رائدة العلم والتقدم.. اذ لم تبخل بعطائها العلمی و الفكری و الاجتماعی علی احد و ان لم یكن مسلماً، یوم اخرجتهم من ظلمات الجهل و البؤس و اوصلتهم الی ساحل و ضفاف العلم، و لكن و للاسف نراهم الان كیف تنكروا لهذا الدین، و جندوا له ما استطاعوا من قوة لینالوا من هذه الامة الاسلامیة، بعدما اسدت لهم من احسانها و علومها ما لم یسدیه أحد من العالمین لها.

.. لان الاسلام و نبیه صلی اللَّه علیه و آله و سلم ما جاء الا رحمة للعالمین ارسله اللَّه بشریعة كاملة كانت كالشمس تشع علی العالم كله نوراً ساطعاً و حرارة محییه، یومها انتقل


الوجود الانسانی من جموده و غیبوبته الی كتلة نشاط و حیویة، لم تشهدها الانسانیة من قبل حتی اصبحت بیئة العلم، و معدن الصنائع و الفنون و الاداب یعشوا الاوربیون الی نارها لیستضیئوا بنورها، فتطلع العالم لها بانبهار و اعجاب فاخذت القوافل تحمل طُلابها من الغرب تقصد حضارتنا المشرقة والمتكاملة.. تطلب من بحر علومها و لیتتلمذوا علی ایدی الاساتذة المسلمین..

و لكن ما كانت نتیجة ذلك الجمیل الذی أخرجهم من دوامة الظلمة والجهل الی عالم النور، الا انهم تناسوا تلكم الافضال اللامتناهیة، وانقلبوا علی الاسلام متنكرین لذلك الخیر و لتلك الحضارة، فاخذوا یحاربون الاسلام و نبیه صلی اللَّه علیه و آله و سلم و یحیكوا المؤامرات متفننین بالنیل من هذا الدین الذی علمهم معنی الحیاة والوجود.. و هذا سیشهد علیه كتّابهم و علی لسان علمائهم، و هم یشیدون بأساتذتهم المسلمین، مدوّنین ذلك فی اصل كتبهم و مذكراتهم: [3] .



[1] لوس انجليس/ اف ب. و كما في صحيفة كيهان العربي الصادرة 25 كانون الاول 2001 م.

[2] نُشر كتاب «العرب في السينما الاميركية.. كيف تشوه هوليوود شعبا» لجاك شاهين عن صورة العرب السلبية في امريكا:

ولد جاك شاهين في بنسلفانيا لأبوين مسيحيين هاجرا من لبنان و لم يلتق قط بأي مسلمين عرب حتي بلغ الأربعين من عمرة عندما فاز في السبعينات بمنحة من مؤسسة فولبرايت الاميركية للتدريس في بيروت التي كانت الحرب تمزقها آنذاك.

و أدرك علي الفور انه لا يعرف شيئا في الواقع عن المنطقة التي ينتمي إليها أسلافه فالقليل الذي شاهده عن العالم العربي من خلال التلفزيون و في الافلام لا علاقة له بخبرته المباشرة في لبنان و الاردن والسعودية.

و أمضي شاهين العقدين التاليين في محاولة اكتشاف السبب وراء الاختلاف بين صورة العالم العربي في الولايات المتحدة و بين واقعه.

و نشر الاستاذ الذي تقاعد مؤخراً بيانا مفهرسا بالصور النمطية السلبية للعرب، رجالاً و نساء و أطفالا، التي استخدمتها صناعة السينما الاميركية في كل فلم تقريبا، تضمن شخصية عربية علي مدي القرن الماضي و جمعها في كتاب بعنوان «العرب الاشرار في السينما.. كيف تشوه هوليوود شعبا.»

و يخلص شاهين في نهاية كتابه الي ان «العرب يبدون مختلفين و خطرين عند النظر إليهم من خلال عدسات هوليوود المشوهة.»

و مضي يقول «اتهم صناعة الافلام بشكل جماعي منذ العام 1896 و الي اليوم العرب كلهم بأنهم عدو الجمهور الاول. فهم متوحشون بلا قلب و غير متحضرين و متعصبون دينيا و مهووسون بالمال و مختلفون ثقافيا. يميلون لترويع أبناء الغرب المتحضرين المسيحيين منهم واليهود علي وجه الخصوص».

اضاف انه تم ايضا الربط بشكل منتظم بين الاسلام و سيطرة الرجل علي المرأة والجهاد و أعمال الارهاب. و قال «ان تكون عربيا يعني ان تكون مسلما و يعني ان تكون إرهابيا.. تلك هي الصورة السائدة عن الاسلام.

و تردد شاهين كثيرا علي محلات الفيديو و جال في محطات التلفزيون و بحث من خلال الكومبيوتر مستخدما كلمات مثل «بدو» و «صحراء» و «شيخ» في تتبعه لأكثر من تسعمئة فيلم يعود تاريخها الي الافلام الصامتة في اوائل القرن العشرين.

و قال شاهين ان مئات جرائم الكراهية التي ارتكبت ضد الاميركيين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من ايلول عام 2001 اكدت اهمية محاربة الصور النمطية. اضاف «ان هدف الكتاب هو ان يشرح في الواقع انه عندما تشوّه شعبا فإن رجالا و نساء و أطفالاً أبرياء يعانون. و التاريخ علمنا و لا يزال يعلمنا هذا الدرس. و عندما ننظر الي تشويه المسلمين العرب فإن ذلك يجعل كراهيتهم و قتلهم أسهل كثيرا.» و قال «يجب ألا ننخرط في تشويه شعب بسبب اعمال اقلية.

و قال شاهين ان مئات الافلام التي ترجع الي العام 1914 تصور العرب و كأنهم شر خالص مشيرا الي فيلم «قواعد الارتباط» الذي انتجته شركة باراماونت في العام 2000 باعتباره فيلما «يعزز الصور النمطية التي ألحقت ضررا تاريخيا و يشجع علي تصوير العرب بشكل عام و خطر بأنهم معادون متطرفون بشدة للاميركيين.»

واتفق في ذلك ريتشارد شيكل الناقد السينمائي بمجلة «تايم» الاميركية.

و قال شيكل «تحولت هوليوود الي العرب ليلعبوا دور الشرير في الافلام بعد انهيار الاتحاد السوفياتي و انتهاء الحرب الباردة بشكل خاص.»

اضاف «في البداية لم تكن للعرب منظمات مماثلة لعصبة مناهضة التشهير لكي تثور و تحتج عندما تقدم هذه الصور النمطية.» و قال شاهين ان هوليوود لم تستثن ايضا العرب الاميركيين.

[3] و في هذا المعني يقول الاستاذ: Emotions as the Basis Civilization

بقوله: في القرنين الخامس و السادس كان العالم المتمدن علي شفا جرف هار من الفوضي، لأن العقائد التي كانت تعين علي إقامة الحضارة قد انهارت، و لم يك ثمَّ ما يعتدّ به مما يقوم مقامها، و كان يبدو إذ ذاك أن المدنية الكبري التي تكلف بناؤها جهود أربعة آلاف سنة مشرفة علي التفكك والانحلال، و أن البشرية توشك أن ترجع ثانية إلي ما كانت عليه من الهمجية، إذ كانت القبائل تتحارب و تتشاجر، لا قانون و لا قيم، أما النظم التي خلّفتها المسيحية فكانت تعمل علي الفرقة والانهيار بدلا من الاتحاد والنظام، و كانت المدنية كشجرة ضخمة متفرعة امتد ظلها إلي العالم كله، واقفة تترنح و قد تسرب إليها العطب حتي اللباب. و بين مظاهر هذا الفساد الشامل ولد الرجل (يعني الرسول محمد) الذي كان خير دواء لهذا الداء.

يقول «ليوتولستوي الكاتب الروسي في رسالته التي ترجمت الي العربية تحت عنوان (حكم النبي محمد صلي اللَّه عليه و آله و سلم): و مما لا ريب فيه ان النبي محمداً من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة، و يكفيه فخرا أنه هدي أمة بكاملها إلي نور الحق، و جعلها تجنح للسكينة والسلام، و منعها عن سفك الدماء، و تقديم الضحايا البشرية، و فتح لها طريق الرقي والمدنية، و هو عمل عظيم لا يقوم به إلّا شخص أوتي قوة، و رجل مثل هذا جدير بالاحترام و الإكرام.